أرشيف الوسم: المعاملات المالية

cube computing technology cloud data internet security

مرحبا بك إلى عالم البلوكتشين

شهد العالم زيادة كبيرة في الاهتمام بالبتكوين والعملات المشفرة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك العالم العربي، أصبح الجميع يتحدث عن أثر هذه العملات المتزعزعة في الأعمال والبورصات والشركات.

في هذا المقال، سنتطرق إلى التكنولوجيا الخلفية لهذه العملات المشفرة؛ البلوكتشين أو سلاسل الكتل. سنحاول فهم أسباب انتشارها كما سنحاول أيضًا توضيح آلية عملها وتطبيقاتها تقنية البلوكشين هي طريقة تمكّن الأشخاص أو الشركات من تحويل الأصول الثمينة بأمان وبدون وسيط.

ببساطة، البلوكتشين هي سلسلة من الكتل الثابتة المؤرشفة، وتدار بواسطة شبكة من الحواسيب الخاضعة للقواعد المشتركة ولا تتبع لأي كيان أو جهة خاصة.

تأمين الكتل الثابتة (البلوك) وتوصيلها ببعضها البعض تتم باستخدام أسس التشفير كما أن شبكة البلوكتشين تعتبر عالمًا مستقلًا وغير خاضع لأيّ سلطة مركزية، فتعتبر الشبكة نظامًا خاصًا، يعني أنه لا يمكن تغيير أو تعديل أيّ جزء من المعلومات المخزنة عليه.

المعلومات الموجودة على الشبكة متاحة ومفتوحة للجميع، وهذا يؤدي إلى شفافية عالية في النظام، والمميز بشبكة البلوكتشين أن المعاملات على الشبكة مجانية وليس هناك تكلفة مباشرة تتطلب دفعها.

كيف تعمل تقنية البلوكتشين؟

يبدأ أحد الأطراف بإنشاء كتلة ويتم التحقق منها من قبل العديد من الحواسيب الموزعة في جميع أنحاء العالم. بعد التحقق، يتم إضافة الكتلة المعتمدة إلى سلسلة الكتل وإنشاء سجل فريد مرتبط بغيره من السجلات، لتغيير سجل واحد، يجب تزوير السلسلة بأكملها، مما يجعله عمليًا مستحيلًا.

من منظور تقنيّ، فإنّ البلوكتشين هي مجرد سلسلة من كتل البيانات، ومن هنا تأتي التسمية «سلاسل الكتل». وطبعًا، الكلمتان كتل (blocks) وسلسلة (chain) في هذا السياق تشيران إلى معلومات رقمية (كتلة) مُخزّنة في قاعدة بيانات عامة (سلسلة) تتكون “الكتل” التي تؤلف البلوكشين من مجموعة من البيانات الرقمية.

ويمكننا تشبيهها بصفحة في دفتر حسابات تحتوي مجموعة من المعلومات المتعلقة بمعاملات مالية معيّنة. بمجرد الانتهاء من كتلة، تُفتح كتلة جديدة مرتبطة بالكتلة التي قبلها وتُضاف إلى السلسلة (chain). الكتلة دائمة، وبمجرد كتابتها لا يمكن تغييرها أبدًا، وتتألف عمومًا من جزئين:

1- ترويسة الكتلة (Block header): تتألف من عدّة مكوّنات، مثل رقم إصدار البرنامج، ورمز تعريف (hash) الكتلة السابقة، وتاريخ تسجيل الكتلة، والمبالغ المالية للمعاملات، ومعلومات أخرى.

2- متن الكتلة (block body): يحتوي على كل المعاملات المُثبَتة في الكتلة، إضافةً إلى معلومات حول الأشخاص المعنيّين بالمعاملات، لكن بدلًا من استخدام الأسماء الحقيقية، يتم تسجيل المعاملات وعمليات الشراء باستخدام توقيع رقمي (digital signature)، وهو أشبه باسم المستخدم، ولن تكون هناك حاجة للإدلاء بأيّ معلومات شخصية.

تحتوي كل كتلة على رمز تعريف (hash) خاص بها يميّزها عن بقية الكتل، هذا الرمز مؤلف من سلسلة طويلة من الحروف والأرقام، مثلًا: (000000000000000000094bfa4edb1245c347e42452e4418e9fe5a1d24e335b16). عندما تخزِّن كتلة ما بيانات جديدة، تتم إضافتها إلى البلوكشين، والتي تتألف من سلسلة من الكتل المترابطة مع بعضها بعضًا لكن لأجل إضافة كتلة إلى البلوكشين، يجب أن تحدث أربعة أشياء:

  1. حدوث المعاملة: مثل عملية شراء أو تحويل أموال.
  2. التحقق من هذه المعاملة: تُترك هذه المهمة إلى شبكة من الحواسيب. تتألف هذه الشبكات غالبًا من آلاف من الحواسيب المنتشرة في جميع أنحاء العالم. فعندما تجري عملية شراء مثلًا، فإنّ شبكة الحواسيب هذه ستعمل على التحقق من أنّ بيانات المُعاملة صحيحة، والتأكد من تفاصيل عملية الشراء، بما في ذلك وقت المعاملة، والمبلغ بالدولار، والمُشاركون في عملية الشراء.
  3. تخزين المعاملة: بعد التحقق من أنّ بيانات المعاملة صحيحة، فإنّها تحصل على الضوء الأخضر، ويتم تخزين مبلغ المعاملة بالدولار، والتوقيعان الرقميّان (digital signature) الخاصان بطرفي المعاملة في كتلة واحدة.
  4. تمييز الكتلة: . بمجرد التحقق من جميع معاملات الكتلة، يجب إعطاؤها رمز تعريف خاص (hash). يتم إعطاء الكتلة أيضًا رمز تعريف أحدث كتلة تمت إضافتها إلى البلوكتشين (أي أنّ هذه الكتلة تعرف الكتلة التي سبقتها، والكتلة التي سبقتها تعرف الكتلة السابقة لها أيضًا، وهكذا يتم ربط كل الكتل على هيئة سلسلة كتل). بعد إعطاء الكتلة رمزًا تعريفيًا خاصًّا، يمكن إضافتها إلى سلسلة الكتل، أو البلوكتشين.

لكن يبقى التساؤل هل البلوكتشين آمن؟

البلوكتشين يصل إلى حلّ قضايا الآمان عبر عدة طرق، بدأً بتخزين الكتل على شكل خطي وبترتيب زمني. على سبيل المثال، الكتل الجديدة تضاف دائمًا إلى آخر البلوكتشين, بعد إضافة الكتلة إلى آخر البلوكتشين، يصبح صعبًا جدًا تغيير محتويات الكتلة، هذا لأن كل كتلة تحتوي على رمز تعريف خاص بها، بالإضافة إلى رمز تعريف الكتلة التي قبلها.

رموز التعريف تنشأ عن طريق دالة رياضية تحول المعلومات الرقمية إلى سلسلة من الأرقام والحروف. إذا تم تعديل هذه المعلومات، فسيتغير الرمز التعريف أيضًا، من أجل تغيير كتلة واحدة، يحتاج القرصان أو المخترق إلى تغيير كل الكتل الموجودة بعد الكتلة التي تلاعب بها في البلوكتشين. سوف يستغرق إعادة حساب كل رموز التعريف الخاصة بتك الكتل إلى قوة حسابية هائلة، بمعنى آخر، بمجرد إضافة كتلة إلى البلوكتشين، يصبح من الصعب تعديلها، كما يستحيل حذفها.

في النهاية تبني البنوك والشركات الكثيرة لتكنولوجيا البلوكتشين كأسلوب لنقل الأموال والأصول والبيانات يشير إلى دخولها في العديد من المجالات، تشمل المال والأعمال والرعاية الصحية وسلاسل التوريد والتأمين والخدمات اللوجستية. ومن المتوقع أن تصبح كل الشركات في عام 2027 من المستخدمين للبلوكتشين.

لا شك أن تكنولوجيا البلوكتشين تفتح عالمًا جديدًا من الإمكانات وتشجع الشركات والمؤسسات في جميع القطاعات، من المالية والطاقة إلى الذكاء الاصطناعي، على البحث عن طرق تطورية وإبداعية لتحقيق الفائدة من هذه التكنولوجية المبهرة.

concept fintech future financial technology fitech

ما هي التكنولوجيا المالية؟ التحديات والفرص المتاحة

في هذه الأيام، نستخدم جميعًا أجهزة الهواتف الذكية للتعامل مع المهام اليومية. مثلاً، يمكن دفع الفواتير أو إعادة الشحن بطاقتك وتحويل الأموال أيضًا فضلًا عم شراء المنتجات عبر الإنترنت.
كل هذه الأعمال يمكن إتمامها بمساعدة التطبيقات المثبتة على أجهزة الهواتف.
تعد هذه التطبيقات جزءًا ضروريًا من التكنولوجيا المالية (Fintech) التي جعلت حياة الناس أسهل وأسرع.
في هذا المقال، سنتطرق إلى مفهوم التكنولوجيا المالية، وتاريخها، وأهمية أمانها، ومستقبلها في العالم.

ما هي التكنولوجيا المالية؟

تتكون التكنولوجيا المالية (Fintech) من مزيج من كلمتي المالية والتكنولوجية. وتعني التقنيات المالية.
يستخدم هذا المصطلح لوصف التقنيات التي أدت إلى ثورة في مجال المعاملات المالية في السنوات الأخيرة.
غيرت هذه التقنيات طريقة التسوق وتحويل الأموال والاستثمار والاقتراض، كما أن جزءًا من هذه التقنيات مرتبط بمجال عالم العملات المشفرة المتغير.
في الجوانب العامة، هدف هذه التقنيات هو توفير وصول أسرع وبدون وسيط إلى الموارد المالية وإدارتها أو نقلها.

تاريخ التكنولوجيا المالية:

يبدو المصطلح “fintech” جديدًا، لكن في البحث عن جذوره نجد أنه موجود منذ عصر إصدار أول بطاقات الائتمان في الخمسينيات وأجهزة الصراف الآلي والبورصات الإلكترونية والبورصات عبر الإنترنت.
في القرن الحادي والعشرين، كان يستخدم هذا المصطلح لوصف الأجهزة الحاسوبية والنظم المصرفية التي تجعل تبادل البيانات بين الفروع المختلفة ممكنًا، ولكن مع ظهور الهواتف الذكية وانتشار الإنترنت بعد عام 2010، وتطور البرمجيات والتطبيقات أصبح بإمكان الناس القيام بأنشطة لم يكن بإمكانها القيام بها في الماضي، ما لم يتم تنفيذها عن طريق البنوك والمؤسسات المالية.
والآن، تؤدي التكنولوجيا المالية تحدي واضح في مجال التأمين المالي وللأنظمة المصرفية والمالية، وتنافس الشركات الجديدة في مجال التكنولوجيا المالية لتوفير طرق بديلة للمعاملات المالية.

كيف تحدت التكنولوجيا في النظام المالي التقليدي؟

أحدثت التكنولوجيا المالية تحولًا كبيرًا في عالم المعاملات المالية، فتغيرت النظام المالي التقليدي بشكل كبير. ومن زمن لم يكن بعيدًا، كان علينا زيارة مؤسسة أو مصرف لإجراء عمليات مالية أو تجارية، على سبيل المثال، إذا كنا نرغب في شراء تأمين، كان علينا زيارة شركة تأمين، وإذا كنا نرغب في تحويل الأموال، كان علينا زيارة المصرف.
والآن، بمساعدة تطبيقات على الهاتف المحمول، يمكننا القيام بجميع هذه العمليات بسهولة.
عطلت التكنولوجيا النظام المالي التقليدي الذي كان يعتمد على الوسطاء وأدت إلى تحول إلى ما يسمى باللامركزية، وأخيرًا، أدت إلى إضافة الطابع الديمقراطي على العمليات المالية في المجالات المختلفة، وتخفيض الوقت والتكاليف المتعلقة بإجراء هذه العمليات.

كيف تعمل التكنولوجيا المالية؟

التكنولوجيا المالية هي أداة شاملة لتحسين المعاملات المالية. باستخدام الفينتك، يمكن للمستهلكين والشركات تسريع وتبسيط المعاملات المالية، دون الخوض في التعقيدات. ومع ذلك، تتضمن التكنولوجيا المالية أيضًا الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البلوكتشين المشفرة والبيانات الضخمة، مما جعل عملية المعاملات أكثر أمانًا وخصوصية.
على سبيل المثال تمكنك خدمات الهاتف المحمول مثل Venmo أو CashApp من الدفع لأشخاص آخرين في أي وقت من اليوم وإرسال الأموال بسهولة إلى حسابهم المصرفي. أما إذا دفعت بدلاً من ذلك نقدًا أو بشيك فسيتعين على المستلم القيام برحلة إلى البنك لإيداع الأموال.

ما مدى أمان التكنولوجيا المالية؟

تتمتع شركات التكنولوجيا المالية بثقة عامة من قبل المستهلكين، وذلك وفقًا لتقرير فوربس؛ فـ 68% من الأشخاص يثقون باستخدام أدوات الإدارة المالية التي توزعها هذه الشركات، ومع ذلك، يجد البعض أن تطبيقات التكنولوجيا المالية الجديدة، التي لم تخضع حتى الآن لنفس قوانين الأمان تحتاج إلى توخي الحذر عند التعامل بها .
ليس ذلك بأن تنبغي المجتمع عدم الثقة في شركات التكنولوجيا المالية، بل بأن توخي الحذر قد يكون مفيدًا للغاية بالنسبة لمعظم المستهلكين، حيث أن الفوائد من العمل مع شركة تكنولوجية مالية تفوق المخاطر المتصورة في النهاية ما زال استخدام التكنولوجيا المالية في نمو مستمر فوفقًا للإحصاءات، استخدم حوالي 64٪ من سكان العالم تقنيات التكنولوجيا المالية بحلول عام 2019.
حاليًا تقوم البنوك والشركات المالية الكبرى إما بشراء شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا أو جلب تقنياتها المالية إلى السوق.
يبدو أن التكنولوجيا المالية ستصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا المالية اليومية في المستقبل.